اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 207
كتاب اللّه المنزل
على رسوله بلا زيادة ولا نقيصة ، ويعرف ذلك من تصريحاتهم تارة ، وإشاراتهم أُخرى ،
ونذكر شيئاً قليلاً من ذلك :
١. قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « أنزل عليكم الكتاب تبياناً لكلّ
شيء ، وعمّر فيكم نبيّه أزماناً ، حتى أكمل له ولكم ـ فيما أنزل من كتابه ـ دينه
الذي رضي لنفسه ». [١]
والخطبة صريحة في إكمال الدين تحت ظل
كتابه ، فكيف يكون الدين كاملاً و مصدره محرّفاً غير كامل؟! ويوضح ذلك انّ الإمام
يحثّ على التمسّك بالدين الكامل بعد رحيل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وهو فرع كمال مصدره وسنده.
٢. وقال عليهالسلام
: « وكتاب اللّه بين أظهركم ناطق لا يعيا لسانه ، وبيت لا تهدم أركانه ، وعزٌّ لا
تهزم أعوانه ». [٢]
٣. وقال عليهالسلام
: « كأنّهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم ». [٣]
وفي رسالة الإمام الجواد إلى سعد الخير [٤] : « وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا
حروفه ، وحرّفوا حدوده ». [٥]
وفي هذا تصريح ببقاء القرآن بلفظه ،
وانّ التحريف في تطبيقه على الحياة حيث لم يطبقوا أحكامه في حياتهم ، ومن أوضح
مظاهره منع بنت المصطفى عليهاالسلام
من إرث والدها مع أنّه سبحانه يقول : ( يُوصِيكُمُ اللّهُ
فِي أَولادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ
[٤] هو من أولاد عمر
بن عبد العزيز ، وقد بكى عند أبي جعفر الجواد لاعتقاده انّه من الشجرة الملعونة في
القرآن ، فقال الإمام عليهالسلام
له : « لست منهم وأنت منّا ، أما سمعت قوله تعالى : (فَمَنْ
تَبعَني فَهُوَ مِنّي). ( لاحظ
قاموس الرجال : ٥ / ٣٥ ) ومنه يعلم وجه تسميته بالخير.