اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 120
والصلاة : مَثَلُها مَثَلُ إبراهيم (ص)
وهو الذي بَنى البيتَ الحرام ، ونصبَ المقام ، فجعل اللّه البيت قبلة ، والمقامَ
مصلّى.
والزكاة : مثلها مثل موسى ، وهو أوّل من
دعا إليها ، و أُرسل بها ، قال تعالى : ( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ
مُوسى * إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ المُقَدَّسِ طُوى * اذْهَبْ إِلى فِرْعَونَ
إِنَّهُ طَغى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى ). [١]
والصوم : مَثَلُه مثل عيسى عليهالسلام وهو [٢] أوّل ما خاطب به أُمّه ، أن تقولَ
لِمَنْ رأته من البشر ، وهو قوله الذي حكاه تعالى عنه لها : ( فَإِمّا
تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً
فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَومَ إِنْسِيّاً ). [٣]
وكان هو كذلك يصوم دهره ، و لم يكن يأتي النساء ، كما لا يَجوز للصائم أن يأتيهنّ
في حال صومه.
والحج : مَثَلُه مَثَلُ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، و هو أوّل من أقام مناسك الحج ، و
سنَّ سنته ، وكانت العرب و غيرها من الأُمم ، تحجّ البيت في الجاهليّة و لا تقيم
شيئاً من مناسكه ، كما أخبر اللّه تعالى عنهم بقوله : ( وما كانَ
صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاّ مُكاءً وَ تَصْدِيَةً ). [٤]
وكانوا يطوفون به عُراة ، فكان أوّلُ
شيء نهاهم عنه ذلك فقال ، في العُمرة التي اعتمرها ، قبل فتح مكة ، بعد أن وادعَ
أهلَها ، وهم مشركون : « لا يطوفنّ بعد هذا بالبيت عريان ، ولا عريانة » ، وكانوا
قد نصبوا حول البيت أصناماً لهم يعبدونها ، فلمّا فتح اللّهُ مكّة كسّرها ،
وأزالها ، وسنَّ لهم سُنن الحجّ ، و مناسكه ، وأقام لهم بأمر اللّهِ معالمه.
وافترض فرائضه. وكان الحجّ خاتمة الأعمال المفروضة ، وكان