يقول : « أو ليس الاستدلال بآثار
الاقدام ، وآثار أصابع الأيدي في آياتنا الحاضرة ، هو نفس الذي صرح به القرآن ،
وإذا كان اللّه يعلم ما في البواطن بل هو القائل للإنسان : ( كَفى
بِنَفْسِكَ الْيَوم عَلَيْكَ حَسيباً )[٣] والقائل : ( بَل
الإِنْسانُ عَلى نَفْسهِ بَصيرة )[٤] أفلا يكون
ذكر الأيدي والأرجل والجلود وشهادتها يوم القيامة ليلفت عقولنا إلى أنّ من الدلائل
ما ليس بالبينات المشهورة عند المسلمين؟ وانّ هناك ما هو أفضل منها؟ وهي التي يحكم
بها اللّه فاحكموا بها. ويكون ذلك القول لينبهنا ويفهمنا انّ الأيدي فيها أسرار ،
وفي الأرجل أسرار ، وفي النفوس أسرار ، فالأيدي لا تشتبه ، والأرجل لا تشتبه ،
فاحكموا على الجانين والسارقين بآثارهم أو ليس في الحق أن أقول : إنّ هذا من
معجزات القرآن وغرائبه؟ وإلاّ فلماذا هذه المسائل التي ظهرت في هذا العصر تظهر في
القرآن بنصها وفصها. [٥]