responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 96

واستعمال العقل في معرفة آيات الله وأحكامه ، وقد حفل التبيان بالعديد من الإشارات التي تنم عن المنهجية العقلية التي كان يتبعها مفسرنا في تصديه لتفسير آيات الكتاب العزيز والتي يمكن تلخيصها فيما يلي :

موقف الطوسي من النظر والاستدلال في آيات اللّه

تبنى الشيخ الطوسي موقفاً مؤيداً لاستخدام العقل والنظر في فهم أُمور الشريعة ، وقد أورد الكثير من الردود في تفسيره على الذين يقولون بحرمة النظر ، كما استدل بالقرآن على صحة رأيه القائل بضرورة النظر وإعمال العقل ، وهنا نورد بعض الأمثلة التي امتلأبها تفسير التبيان منها :

مثال :

فى تفسيره للآية الكريمة :

( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) [١] قال الشيخ الطوسي :

والمَثَلُ ذكرٌ سائر يدل على أنّ سبيل الثاني سبيل الأوّل ، فذكر الله آدم بأن أنشأه من غير والدٍ ، يدل على أنّ سبيل الثاني سبيل الأول في باب الإمكان والقدرة ، وفي ذلك دلالةٌ على بطلان قول من حرم النظر ، لأنّ الله تعالى احتج به على المشركين ، ولا يجوز أن يدلهم إلا بما فيه دليلٌ ، فقياس خلق عيسى من غير ذكرٍ كقياس خلق آدم ، بل هو فيه أوجب ، لأنّه في آدمُ من غير أُنثى ولا ذكرٍ [٢].

مثال : وعند تفسيره لقوله تعالى :

( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) [٣]

قال الطوسي :


[١] آل عمران ( ٣ ) الآية ٥٩.

[٢] الطوسي ، التبيان ، ج ٢ ، ص ٤٨٢.

[٣] الملك ( ٦٧ ) الآية ٢٢.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست