responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 46

السلام [١].

ثمّ ألّف الشيخ الطوسي بعد ذلك المصباح الكبير وكان المقصود من هذا الكتاب مجرد العمل وذكر الأدعية [٢].

وقد أكثر الشيخ الطوسي من التأليف في هذه الفترة ، حيث كتب المبسوط في الفقه ، وهومن أهمّ الكتب الفقهية ، اذ اشتمل على ثمانين كتاباً ، فيه فروع الفقه كلّها [٣] ، ويعتبركتاب المبسوط تحولاً كبيراً في هذا المجال ، يشبه التحوّل الذي أحدثه كتاب العدّة في مجال الأُصول ، حيث كان الشيخ قد بلغ قمة النضوج الفكرى ، فكان مجتهداً في آرائه التي طرحها في كتابه الجديد ، ومن ذلك استدلاله بالأدلّة العقلية والبراهين القطعية وتجدد الرأي في المجتهدين [٤] ، وبذلك يكون الشيخ الطوسي قد قفزةً كبيرةً في هذا المضمار ، بعد أن كان كتابه النهاية لايعدو كونه محاولة لتجميع الروايات الفقهية ، فلنستمع إليه وهو يقول :

وكنتُ عملتُ على قديم الوقت كتاب النهاية ، وذكرت فيه جميع ما رواه أصحابنا في مصنفاتهم من المسائل ، وفرقوه في كتبهم ، ورتبته ترتيب الفقه [٥].

ويظهر من خلال النقلة التى أوجدها كتاب المبسوط أنّ شيخنا الطوسي كان صاحب مدرسة فقهية استطاعت أنّ تسهم في دفع الفقه الإمامي إلى الأمام وتطويره ، حيث العمق والأصالة والاتّساع ، ويعتبر كتاب المبسوط آخر كتب الفقه التي ألفّها الشيخ الطوسي ، وبهذا يشير ابن ادريس حين يقول :

وهذا الكتاب آخر ماصنّفه شيخنا أبو جعفر في الفقه ، فإنّه بعد النهاية والتهذيب والاستبصاروالجمل والعقود ومسائل الخلاف [٦].


[١] الطوسي ، مصباح المتهجد ، ص ٢.

[٢] نفس المصدر ، ص ٢.

[٣] الطوسي ، الفهرست ، ص ١٨٩.

[٤] سيد شفيع ، الروضة البهية ، ص ١٨٥.

[٥] الطوسي ، المبسوط ، ص ٣.

[٦] ابن ادريس ، السرائر ، باب في ذكر الأنفال ومن يستحقّها.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست