اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر الجزء : 1 صفحة : 29
وبعد وفاة الشيخِ المفيدِ انتهتْ الزعامةُ
الفكريّةُ للشيعةِ الإماميّةِ إلى الشريفِ المرتضى ( ٣٣٥. ٤٣٦ ه ) ، والذي كان في
وقتها يتولّى نقابةَ الطالبيّينَ [١]
وإمارةَ الحجِّ وديوانَ المظالمِ [٢]
، ويشغل منصَب قاضي القضاةِ [٣]
، كما وانّه يتصل من حيثَ النسب بالإمام عليّ بن أبي طالبٍ عليهالسلام ، ومع هذا كلَّه فهو يمتلكُ من الثقافةِ
والمعارِف والعلومِ ماتجعلهُ مؤهَّلاً ، لأنّ يَحظى بمكانةٍ خاصّةٍ على الصَعِيدَين
الشعبي والرسمي ، إذ أنّه كان قدحارْ على العلومِ مالمْ يدانِه فيه أحدٌ في زمانِه
[٤].
« كما وأنه اخذ يجري على تلامذته رزقاً
كلٌّ بنسبته »[٦].
ويمكننا هنا ان تُدرِكَ مدى فضل مفسرنا ومقدار علمه ، اذا ماعرفنا ان راتبه كان
اثني عشر ديناراً شهريّاً ، بينما كان راتب القاضي ابن البراج عبدالعزيزبن نحرير
ثمانية دنانير شهريّاً [٧].
« وكان للمرتضى مجلسٌ يناظر عنده في كل
المذاهب »[٨]
، مما وفّر لشيخنا الطوسي فرصة أُخرى للاستفادة في هذا المجال ، حيث الاجواء
الفكرية المشبعة بالابداع والمهارة في فن المخاطبة والحوار وطرح الراي والدفاع عنه.
وفي ايام تلمذة الشيخ الطوسي على يد
الشريف المرتضى شرع مفسرنا في تلخيص كتاب الشافي لاستاذه المرتضى ، ووضع له عنواناً
تلخيص الشافي ، وقدبسط فيه المسائل بغية تقريبها لاذهان المتعلمين ، وذلك نظراً لأهمية
الكتاب الذي نقض به الشريف المرتضى
[١] ابن الجوزي ، المنتظم
، ج ٨ ، ص ١٢٠ ، الخطيب ، تاريخ بغداد
، ج ١١ ، ص ٤٠٢.
[٢] النوري ، مستدرك
الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥١٦ ، ابن عتبة ، عمدة
الطالب ، ص ١٩٤.