اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر الجزء : 1 صفحة : 19
تَرجم له الكثيرون ،
ويكفي أن نشيرَ هنا إلى ماكتبهُ الشيخُ الدكتور محمّد هادي الأميني تحت عنوان «
مصادر الدراسة عن شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي »
اذ ذكر في كتابه هذا (٢٤٠) مائتين
وأربعين مصدراً عربيّاً وفارسيّاً ، كان بعضُها مطبوعاً والبعضُ الآخرُ مخطوطاً ،
وكلُّها تُتَرجمُ للشيخ الطوسي ، أو تذكرُ شيئاً عن أحواله [١] ، الأمرُ الذي يعكس مكانةُ الطوسي وعلوَّ
شأنِه ، فاستحوذَ على اهتمام الدارسين والمؤرخين وأصحاب التراجمِ والسِّيرِ ، وهذا
مالايحصل عليه إلاّ أولئك الخاصّةُ من العلماءِ والمهتمّين في التاريخ.
شيوخه
تتلمذَ الشيخُ الطوسي على يد جملةٍ من
العلماءِ والشيوخِ سواءً في طوسَ أو في بغدادَ ، وكان هؤلاء الأساتذةُ والشيوخُ
ينتمونَ إلى مذاهبَ إسلاميّةٍ مختلفةٍ ، ففيهم علماء الإماميّة والزيدية واهل
السنة ، الامر الذي ساهم وبشكل فعال في خلق الثقافة الموسوعيّة لمفسرنا ، كما وطبع
شخصيته بشيء من الانفتاح ، ومنحها خاصية التحري والاستقصاء ، بعد ان وقف على مالدى
جمعٍ من علماء الإسلام من مختلف المذاهب الإسلاميّة ، وبهذا يكون الطوسي قد درس
جملة من المذاهب والافكار على يد اصحابها وعلمائها ، لذا نجده حينما يناقش اراء
العلماء او يحاورهم يمتاز بالدقة والموضوعية وسعه الاطلاع ، وقداستفاد ذلك كله من
الاجواء العلمية المنفتحة والحرية الفكرية التي كانت سائدة في عصره ، وخاصةً ايام
العهدالبويهي ، فنهل من العلوم ماشاء الله على يد جمعٍ كثيرٍ من علماء المسلمين. ويبدو
ان مشايخ الطوسي في الرواية واساتذته في القراءة كثيرون ، وقدبلغ عدد هؤلاء
الشيوخ سبعةً وثلاثين شخصاً [٢]
، كان قد ذكرهم الشيخ الطوسي في مؤلفاته العديدة ، الا ان الذين اكثر الرواية عنهم
وتكرر ذكرهم في الفهرست
وفي كل من كتابيه : التهذيب
والاستبصار
، كانوا خمسةً ، وهم :
١. الشيخ ابو عبد الله احمد بن
عبدالواحد بن احمد البزاز المعروف بابن الحاشر ، او
[١] الاميني ، مصادر
الدراسة عن الشيخ الطوسي ، ط نجف.
[٢] ، انظر الطهراني
، مقدمة تفسير التبيان
، ج ١ ، ص ٣٨ ومابعدها.
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر الجزء : 1 صفحة : 19