إنّه خاف عليهم حسد الناس لهم ، وأن
يبلغ الملك قوتهم وشدة بطشهم ، فيقتلهم خوفاً على ملكه ، وأنكر العينَ وقال : لم
تثبت بحجة ، وإنّما هو شيء يقوله الجهال العامة.
فرد الطوسي عليه قائلاً :
والذي قال غيرصحيح في أمر العين ، بل
غير منكر أن يكون ما قال المفسرون صحيحاً ، وقد روي عن النبى صلىاللهعليهوآله أنّه قال : العين حق وأنّه عوذ الحسن
والحسين عليهماالسلام ، فقال في
عوذته : « وأُعيذُ كما من كلِّ عينٍ لامّةٍ » ، وقد رويتٍ فيه أخبارُ كثيرةٌ ،
وقدجرت العادة به. [٢]
وقوله (فَأماتَهُ
الله مائةَ عامٍ ثُم بعثَهُ ) قال أبوعلي : لايجوز أن يكون الذي أماته ثم أحياه نبياً
، لأن الله تعالى عجب منه ، ولولا ذلك لجاز أن يكون نبياً على أنّه شك في ذلك
قبل البلوغ لحال التكليف ، ثم نُبّئ فيما بعده ، وعلى هذا لايمنع أن يكون نبياً
في ما تقدم ، والأوّل أقوى وأقرب ، ويجوز هذه الآية أن تكون في غير زمان نبيٍّ.
وقال الجبائي : لايجوز ذلك ، لأنّ
المعجزات لاتجوز إلا على الأنبياء ، لأنّها دالةٌ عليهم فلو وقعت المعجزة في غير
زمن نبيٍّ لم يكن وقوعهاً دليلاً على النبوة ، وهذا ليس بصحيح عندنا ـ لأنّ
المعجزات تدل على صدق من ظهرت على يده ، وربما كان نبياً ، وربما كان إماماً أو
وليا للّه. [٤]