responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 113

( وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ الله مِن شَيْءٍ ) [١]

اعترض شيخنا الطوسي على الجبائي عندما قال :

إنّه خاف عليهم حسد الناس لهم ، وأن يبلغ الملك قوتهم وشدة بطشهم ، فيقتلهم خوفاً على ملكه ، وأنكر العينَ وقال : لم تثبت بحجة ، وإنّما هو شيء يقوله الجهال العامة.

فرد الطوسي عليه قائلاً :

والذي قال غيرصحيح في أمر العين ، بل غير منكر أن يكون ما قال المفسرون صحيحاً ، وقد روي عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : العين حق وأنّه عوذ الحسن والحسين عليهما‌السلام ، فقال في عوذته : « وأُعيذُ كما من كلِّ عينٍ لامّةٍ » ، وقد رويتٍ فيه أخبارُ كثيرةٌ ، وقدجرت العادة به. [٢]

وعند تفسيره لقوله تعالى :

(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ الله بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ الله مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ... ) [٣]

قال :

وقوله ( فَأماتَهُ الله مائةَ عامٍ ثُم بعثَهُ ) قال أبوعلي : لايجوز أن يكون الذي أماته ثم أحياه نبياً ، لأن الله تعالى عجب منه ، ولولا ذلك لجاز أن يكون نبياً على أنّه شك في ذلك قبل البلوغ لحال التكليف ، ثم نُبّئ فيما بعده ، وعلى هذا لايمنع أن يكون نبياً في ما تقدم ، والأوّل أقوى وأقرب ، ويجوز هذه الآية أن تكون في غير زمان نبيٍّ.

وقال الجبائي : لايجوز ذلك ، لأنّ المعجزات لاتجوز إلا على الأنبياء ، لأنّها دالةٌ عليهم فلو وقعت المعجزة في غير زمن نبيٍّ لم يكن وقوعهاً دليلاً على النبوة ، وهذا ليس بصحيح عندنا ـ لأنّ المعجزات تدل على صدق من ظهرت على يده ، وربما كان نبياً ، وربما كان إماماً أو وليا للّه. [٤]


[١] يوسف ( ١٢ ) الآية ٦٧.

[٢] الطوسي ، التبيان ، ج ٦ ، ص ١٦٧.

[٣] البقرة ( ٢ ) الآية ٢٥٩.

[٤] الطوسي ، التبيان ، ج ٢ ، ص ٣٢٣.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست