responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 110

وهنا رد الشيخ الطوسي عليه بقوله :

وهذا الذي قاله ليس بصحيح ، لأنّه لايمتنع أنْ تتعبد بإجراء أحكام الإسلام عليه ، وإنْ كان إسلامُه على وجه من الالجاء لايثبت معه استحقاق الثواب عليه ، كما أنّا تعبدنا بإجراء أحكام الإسلام على المنافقين وإن كانوا كفاراً. وإنّما لم يجز قبول التوبة في حال الإلجاء إليه لأنّ فعل الملجأ كفعل المكره في سقوط الحمد والذم ، [١] وقد قال الله تعالى :

( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ) [٢].

٣. الشيخ الطوسي والرماني

وقد تصدى الشيخ الطوسي للرد على الرماني في آرائه التي كان يتبناها ، ومن ذلك نورد الأمثلة التالية :

قال الرماني : النسخ الرفع لشيء قد كان يلزمه العمل به إلى بدل ، وذلك كنسخ الشمس بالظل ، لأنّه يصير بدلاً منها في مكانها.

فرد الطوسي عليه بقوله :

وهذا ليس بصحيح ، لأنّه ينتقض بمن تلزمه الصلاة قائماً ، ثم يعجز عن القيام فإنّه يسقط عنه القيام لعجزه ، ولايسمى العجز ناسخاً ولا القيام منسوخاً وينتقض بمن يستبيح بحكم العقل عند من قال بالاباحة ، فإذا ورد الشرع بحظره لايقال الشرع نسخ حكم العقل ، ولاحكم العقل يوصف بأنّه منسوخٌ. [٣]

واعترض الطوسي على فصل الرماني بين العلم والمعرفة بأن قال :

المعرفة هي التي يتبيّن بها الشيء من غيره على جهة التفصيل ، والعلم قديتميّز به الشيء عن طريق الجملة دون التفصيل كعلمك بأنّ زيداً في جملة العشرة ، وإنْ لم تعرفه بعينه وإن فصّلت بين الجملة التي هو فيها والجملة التي ليس هو فيها.

فاعترضه الشيخ الطوسي قائلاً :


[١] الطوسي ، التبيان ، ج ٢ ، ص ٥٢٧.

[٢] النساء ( ٤ ) الآية ١٨.

[٣] الطوسي ، التبيان ، ج ١ ، ص ٣٩٣.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست