اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر الجزء : 1 صفحة : 103
وفي ذلك حجّة على بطلان قول من يقول :
لايجوز تفسير شيء من ظاهر القرآن إلا بخبرٍ وسمعٍ [١].
وهذا مما يؤكّد وبشكل جليّ أنّ الشيخ
الطوسي يتبنى منهجيّةً عقليّةً في تفسيره ، إضافة إلى اعتماده على المأثور الصحيح.
٥ ـ وجود بعض الإشارات
العلميّة في تفسير التبيان
فقد تضمن التبيان على إشارات علميّة تنمُّ
عن الروح العلمية التي اتسمت بها ثقافة الشيخ الطوسي ، وتوحي بانتهاجه منهجاً
عقلياً منفتحاً على ما في الكون من معارف وعلوم ، ومن ذلك قبوله لفكرة كرويّة الأرض.
فعند تفسيره لقوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً)[٢]
قال :
واستدل أبوعلي الجبائي بهذه الآية ،
على أنّ الأرض بسيطةٌ ليست كرة ، كما يقول المنجمون والبلخي بأنْ قال : جعلها
فراشاً ، والفراش البساط ، بسط الله تعالى إياها ، والكرة لاتكون مبسوطة ، قال :
والعقل أيضاً يدل على بطلان قولهم ، لأنّ الأرض لايجوزان تكون كروية مع كون
البحار فيها ، لأنّ الماء لايستقر إلا فيما له جنبان يتساويان ، لأنّ الماء
لايستقر فيه كاستقراره في الأواني ، فلو كانت له ناحية في البحر مستعليةٌ على
الناحية الأُخرى لصار الماء من الناحية المرتفعة إلى الناحية المنخفضة ، كما يصير
كذلك إذا إمتلأ الإناء الذي فيه الماء.
وهنا رد الشيخ الطوسي على الجبائي قائلاً
:
وهذا لايدل على ماقاله ، لأنّ قول من
قال : الأرض كرويّة ، معناه أنّ لجميعها شكل الكرة. [٣]