اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 245
الذي وقع الاتّفاق
على عدم الخروج عمّا يوافقه. وكان قراءة ابيّ من الأحرف التي تركت القراءة بها ـ
كما تقدّم تقريره في فضائل القرآن ـ. وقال البيهقي : يحتمل أن يكون ذلك كان في
القراءة الاول ثمّ نسخت تلاوته. يعني : ولم يطّلع ابن عبّاس على ذلك » [١].
مناقشة هذا التأويل
أقول
: وفي هذا الجواب نظر من وجوه :
أولاً
: إنّ هذا الجواب ـ إن تمّ ـ فهو توجيه
لقراءة ابن عبّاس ، لا لقوله في كتابة المصحف : « أخطأ الكاتب ».
وثانياً
: كون هذه القراءة « من الأحرف التي تركت
القراءة بها » يبتني على ما رووه من أنّه « نزل القرآن على سبعة أحرف » هذا المبنى
الذي اختلفوا في معناه وتطبيقه اختلافاً شديداً ، وذكروا له وجوهاً كثيرة جداً لا
يرجع شيء منها الى محصّل [٢].
[٢] يمكن الاطلاّع
على ما ذكروه بمراجعة مقدّمات التفاسير ، وكتب علوم القرآن ، وفتح الباري في شرح
البخاري ٩ : ٢٢ ـ ٣٠ وغيرها. وقد وقع القوم بالتزامهم بصحّة أحاديث نزول القرآن
على سبعة أحرف في مأزق كبير جدّاً ، وكان عليهم الالتزام بلوازمه الفاسدة التي
منها القول بتحريف القرآن وضياع حروف نزّل عليها من السماء ... ولو أردنا الدخول
في هذا البحث لطال بنا المقام ، وقد تقدّم بعض ما يتعلّق به فيما سبق ، ويكفي أن
نقول بأنّ المرويّ صحيحاً عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام
: « إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكنّ الاختلاف يجيء من قبل الرواة » وفي
آخر : « كذبوا أعداء الله ، ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد » [ الكافي ٢ :
٤٦١ باب النوادر | حديث ١٢ و ١٣ ].
اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 245