اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 136
ولقد لا حظنا أنّ الروايات الموهمة
للتحريف منقسمة إلى ما دلّ على اختلاف قراءة أهل البيت مع القرّاء في قراءة بعض
الآيات ، وما دلّ على تأويلات لهم لبعضٍ آخر ، وما دلّ على سقوط كذا آية من السورة
وكذا آية من تلك.
أمّا القسم الأوّل فلا ينكر أنّ الأئمة عليهمالسلام يختلفون مع القرّاء في قراءة كثير من
الآيات والكلمات ، غير أنّهم أمروا شيعتهم بأن قرأوا كما يقرأ الناس ، وهذا القسم
خارج عن بحثنا.
وأما القسم الثاني فإنّه راجع إلى
التأويل ، ولا ريب في أن أهل البيت عليهمالسلام
أدرى بحقائق القرآن ، معاني آياته من كلّ أحد ، والأدلة على ذلك لا تحصى ، وقد روي
عن أبي الطفيل أنّه قال : « شهدت علياً يقول : سلوني ، والله لا تسألوني إلاّ
أخبرتكم ، سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم بليل نزلت أم
بنهار ، أم في سهل أم في جبل » [١].
وعن ابن سعد : « سمعت علياً يقول :
والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت ، إنّ ربي وهب
لي قلباً عقولاً ولساناً ناطقاً » [٢].
ولذا رووا عن ابن مسعود أنّه قال : « ما
من حرف إلاّ وله ظهر وبطن ، وإنّ علياً عنده من الظاهر والباطن » [٣].
وروى ابن المغازلي : أنّ الذي عنده علم
الكتاب هو علي بن
[١] طبقات ابن سعد ٢ : ٢٣٨ ، الاصابة ٤ : ٥٠٣ ،
المستدرك ٢ : ٤٦٦ ، الصواعق ١ : ١٢٧ ، كنز العمال ٦ : ٤٠٥ ، فيض القدير ٣ : ٤٦ ،
الرياض النضرة ٢ : ١٨٨.
[٢] طبقات ابن سعد ٢
: ٢٢٨ ، كنز العمال ٦ : ٣٩٦ ، الصواعق : ١٢.