اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 113
وقد ذهب هذا المحدّث إلى القول بنقصان
القرآن عملاً بالأخبار الظاهرة فيه ، مدّعياً تواترها بين العلماء ، وقد تقدّم نصّ
كلامه والجواب عنه في فصل ( الشبهات ).
ولا يخفى أنّ الأساس في هذا الإعتقاد
كون الرّجل من العلماء الأخباريين ، ولذا استغرب منه المحّدث النوري اعتماده على
تقسيم الأخبار وتنويعها في شرحه لتهذيب الأحكام ، وإذا تمت المناقشة في الأساس
إنهدم كلّ ما بني عليه.
ترجمة الشيخ النراقي ورأيه
٣ ـ الشيخ أحمد بن محمد مهدي النراقي ،
المتوفّى سنة ١٢٤٤ ، وهو من كبار الفقهاء الاصوليين ، وله مصنّفات ومؤلفات كثيرة ،
من أشهرها : مناهج الأحكام ـ في الأصول ـ ، ومستند الشيعة ـ في الفقه ـ ، ومعراج
السعادة ـ في الأخلاق ـ.
قال الشيخ النراقي بعد أن ذكر أدلّة
المثبتين والنافين : « والتحقيق : إنّ النقص واقع في القرآن ، بمعنى أنّه قد اسقط
منه شيء وإن لم يعلم موضعه بخصوصه ، لدلالة الأخبار الكثيرة ، والقرائن المذكورة
عليه من غير معارض ، وأما النقص في خصوص المواضع وإن ورد في بعض الأخبار إلاّ أنذه
لا يحصل منها سوى الظن ، فهو مظنون ، وأمّا غير المواضع المنصوصة فلا علم بالنقص
فيها ولا ظن ، وأمّا الإحتمال فلا دافع له ولا مانع ، وإن كان مرجوحاً في بعض
المواضع.
وأمّا الزيادة فلا علم بوقوعها بل ولا
ظن ، بل يمكن دعوى العلم على عدم زيادة مثل آية أو آيتين فصاعداً ، وأمّا التغيير
والتحريف في بعض الكلمات عمداً أو سهواً فلا يمكن نفيه وإن لم يمكن إثباته علماً
اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 113