اسم الکتاب : الاَمثال في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 225
حالاً من البحر الاَُجاج الذي يشاطر البحر الفرات في أمرين:
أ: يستخرج من كلّ منهما لحماً طرياً يأكله الاِنسان، كما قال سبحانه:
(وَمن كلٍّ تأكُلون لَحماً طَرياً ).
ب: يستخرج من كلّ منهما اللآليَ التي تخرج من البحر بالغوص
وتلبسونها وتتزينون بها.
إلى هنا تمَّ التمثيل، ثمّ إنّه سبحانه شرع لبيان نعمه التي نزلت لاَجلها
السورة، وقال:
(وَتَرى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله لعلّكم تشكرون )، والدليل على
أنّه ليس جزء المثل تغير لحن الكلام، حيث إنّ المثل ابتدأ بصيغة الماضي، و قال:
(وَما يستوى البحران ) ولكن ذيله جاء بصيغة المخاطب (وترى الفلك ) وهذا
دليل على أنّه ليس جزء المثل.
مضافاً إلى أنّ مضمون الجملة جاء في سورة النحل، وقال: (وَهُوَ الّذي
سَخَّرَ البَحْرَ لتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ
مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ). [1]