كان العرب في العصر الجاهلي موحدين في الخالقية، ويعربون عن
عقيدتهم، بأنّه لا خالق في الكون سوى الله سبحانه، و قد حكاه سبحانه عنهم
في غير واحد من الآيات، قال سبحانه: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ
وَالاََرضَ لَيقُولُنَّ خَلقهُنَّ العَزِيزُ العَلِيم ). [2]
ولكنّهم كانوا مشركين في التوحيد في الربوبية، وكأنّه سبحانه ـ بزعمهم ـ
خلق السماوات والاَرض وفوّض تدبيرهما إلى الآلهة المزعومة، ويكشف عن
ذلك إطلاق المشركين لفظ الاَرباب في جميع العهود على آلهتهم المزعومة،
يقول سبحانه: (أَأَرْبابٌ مُتَفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الواحِدُ القَهّار )[3] والآية وإن كانت