اسم الکتاب : الاَمثال في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 190
المفهوم من الآية وإن لم يكن منطوقاً، وهو الاقتصاد في البذل والعطاء، فقد
تضمّنته آية أُخرى في سورة الفرقان، وهي: (وَالّذينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ
يَقْتُروا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ). [1]
وقد ورد في سبب نزول الآية ما يوضح مفادها.
روى الطبرى أنّ امرأة بعثت ابنها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقالت: قل له: إنّ أُمّي
تستكسيك درعاً، فإن قال: حتى يأتينا شيء.، فقل له: انّها تستكسيك قميصك.
فأتاه، فقال ما قالت له، فنزع قميصه فدفعه إليه، فنزلت الآية.
ويقال انّه (عليه السلام ) بقي في البيت إذ لم يجد شيئاً يلبسه ولم يمكنه الخروج إلى
الصلاة فلامه الكفّار، وقالوا:إنّ محمداً اشتغل بالنوم و اللهو عن الصلاة (إِنَّ ربّك
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) أي يوسع مرة ويضيق مرة، بحسب المصلحة مع
سعة خزائنه. [2]
روى الكليني عن عبدالملك بن عمرو الاَحول، قال: تلا أبو عبد الله هذه
الآية: (وَالّذينَ إِذا أَنْفَقُوا لَم يسرفُوا وَلم يقتروا وَكان بين ذلكَ قواماً ).
قال: فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده، فقال: هذا الاِقتار الذي ذكره الله
في كتابه، ثمّ قبض قبضة أُخرى، فأرخى كفه كلها، ثمّ قال: هذا الاِسراف، ثمّ
قبض قبضة أُخرى فأرخى بعضها، وقال: هذا القوام. [3]
[1] الفرقان:67.
[2] مجمع البيان: 3|412.
[3] البرهان في تفسير القرآن: 3|173.
اسم الکتاب : الاَمثال في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 190