اسم الکتاب : الاَمثال في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 142
وبذلك يعلم أنّ ترضّي القرآن عن المهاجرين والاَنصار في قوله سبحانه:
(لَقَدْ رَضِي اللهُ عَنِ الْمُوَْمِنينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ
السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ). [1]
ويوَيد ما ذكرناه انّه سبحانه حدّد ظرف الرضا بقوله: (إِذ يُبايعونك )ولا
يكون دليلاً على رضاه طيلة حياتهم، فلو دلّ دليل على زلّة واحد منهم، فيوَخذ
بالثاني جمعاً بين الدليلين.
فانّ الآية دليل على شمول رضى الله لهم، فيوَخذ بالآية مالم يدل دليل
قطعي على خلافها، فلو ثبت بدليل متواتر أو خبر محفوف بالقرينة ارتداد واحد
منهم أو صدور معصية كبيرة أو صغيرة، فيوَخذ بالثاني، وليس بين الدليلين أي
خلاف، إذ ليس مقام صحابي أو تابعي أعلى من مقام ما جاء في هذه الآية، أعني
من آتاه الله سبحانه آياته وصار من العلماء الربانيين ولكن اتبع هواه فانسلخ
عنها.
فما ربما يتراءى من إجماع غير واحدمن المفسرين بهذه الآيات كلى
عدالة كافة الصحابة فكأنّها غفلة عن مفادها وإغماض عما صدر عن غير واحد
من الصحابة من الموبقات والمعاصي والله العالم.