responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فلسفة الحج في الاسلام المؤلف : الشيخ حسن طراد    الجزء : 1  صفحة : 223

عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )[١].

كما يأتي الزحفُ صباح اليوم العاشر من ذي الحجة ـ وهو يوم عيد الأضحى ـ بعد بزوغ شمسه ـ وتحركُ الحجاج إلى مِنى لتأدية مناسكها في هذا اليوم ـ ليكون رمزاً لتحريك الجيش الإسلامي المبارك نحو ساحة العدو من أجل مفاجأته والأخذ بزمام المبادرة المساعِدَة على انتزاع النصر والغلبة غالباً.

ويأتي رمي جمرة العقبة وهو أول أعمال مِنى صباح يوم العيد المبارك ليكون رمزاً واضحاً لبدء الهجوم بالفعل على العدو ـ وحيث أن خوض المعركة يستلزم غالباً استشهاد بعض الجنود المناضلين ـ يكون تقديم الهدي وذبحه في هذا اليوم رمزاً لذلك كما أنّه في الوقت نفسه تذكير بقصة إقدام إبراهيم على ذبح ولده إسماعيل وإقدام ولده هذا على تقديم نفسه قرباناً لله سبحانه وامتثالاً لأمره الذي حصل لهما الاعتقاد بتوجهه من قبل الله واقعاً بقصد حصول الذبح وتحققه خارجاً.

وفي كلا الرمزين ـ رمز التذكير بحادثة ابراهيم وابنه ورمز ابتداء الاستعداد للتضحية والاستشهاد. أكثر من درس وعبرة لا تخفى على المتدبر والمتفكر في خلفيات التشريعات الدينية والشعارات الإسلامية عامة وشعارات فريضة الحج المباركة خاصة ـ وبعد قيام الحاج بالواجبين المذكورين صباح يوم عيد الأضحى في منى ـ وهما رمي جمرة العقبة وذبح الهدي أو نحره ـ يتحقق بذلك الدور المطلوب منهما والرمزية المترتبة عليهما.

أجل : بعد تحقق ذلك وترتبه على الواجبين السابقين ـ يأتي دور


[١] سورة الأنفال ، الآية : ٦٠.

اسم الکتاب : فلسفة الحج في الاسلام المؤلف : الشيخ حسن طراد    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست