اسم الکتاب : فلسفة الحج في الاسلام المؤلف : الشيخ حسن طراد الجزء : 1 صفحة : 144
تلك العظام أعز ربك شأنــــها
فتــكادُ لولا خوفُ ربك تُعبد
أبداً تباكرها الوفودُ يحثـــــها
من كل صوب شوقها المتـوقد
نازعتَها الدنيا فـــفزت بوردها
ثـم انطوى كالحُلم ذاك الموردُ
وسعت إلى الأخرى فأصبح ذكرها
في الخالدين وعطف ربك أخلد
وفي ختام الحديث عن الطواف وحكمته يترجح
ذكر حوار جرى بين عبدالله بن مبارك والإمام زين العابدين عليهالسلام عندما التقى به وهو في طريقه إلى مكة
المكرمة لتأدية فريضة الحج المباركة. قال عبدالله هذا للإمام عندما رآه منفصلاً عن
الحجاج : يا بُني مع من قطعت هذا البر وليس معك زاد ولا راحلة؟ فأجابه الإمام عليهالسلام قائلاً :
يا شيخ قطعتُ هذا البرَّ مع البار ، ثم
سأله ثانياً : وأين زادك وراحلتك؟ فأجابه الإمام عليهالسلام
قائلاً :
راحلتي رجلاي وزادي تقواي وقصدي مولاي.
الحكمة
من تشريع وجوب صلاة الطواف بعده وفي مقام ابراهيم (ع) :
بعد الجولة الواسعة في ميدان الطواف
الفسيح واستلهام الكثير من العبر والدروس من مدرسته المباركة ، لابد من الوقوف
أمام تشريع وجوب صلاته المترتبة عليه من أجل النظر بعين الفكر إلى عمق هذه الصلاة
وفي مقام إبراهيم بالذات دون غيره من الأماكن لقوله تعالى : (واتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبرَاهِيم مُصَلَّى)[١].