اسم الکتاب : فلسفة الحج في الاسلام المؤلف : الشيخ حسن طراد الجزء : 1 صفحة : 130
الحكمة
في تحديد الطواف وتقييده
بالحجر
الأسود بداية ونهاية
لا أريد تناول الحديث حول هذا الموضوع
من زاوية ذاتية تتعلق بحقيقة الحجر ونوعيته وهل هو درة نزلت من السماء أو من نوع
آخر حصل من الأرض؟
وذلك لأن معرفة هذه الخصوصية لا ترتبط
بالهدف الأصيل العام المقصود من فرض الله سبحانه بدء الطواف بالحجر وختامه به
ولذلك اقتصرت على ذكر ما يكون قابلاً للانسجام مع روح التعبد بفريضة الطواف وقيوده
الخاصة وهو ما يستفاد من بعض الروايات الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام لبيان الحكمة في ذلك التعبد وهي أن
الله سبحانه أراد جعل الحجر الأسود رمزاً لما تتحقق به المصافحة في مقام إعطاء
العهد والميثاق لله سبحانه بالالتزام بخط العبودية والوفاء بميثاق الفطرة وعهد
الاعتراف لله بالوحدانية وحق العبادة والإطاعة ولنبيه محمد بن عبدالله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالرسالة ـ عندما يُقبّل الطائف هذا
الحجر أو يصافحه ويستلمه.
وحيث أن الذي جرت العادة بين أفراد
المجتمع على المصافحة به هو يمين الإنسان الذي يُعطى العهد له ـ فقد عبر عن هذا
الحجر بهذا الإعتبار بأنه يمين الله سبحانه تجوزاً وتسامحاً في التعبير كما في
التعبير
اسم الکتاب : فلسفة الحج في الاسلام المؤلف : الشيخ حسن طراد الجزء : 1 صفحة : 130