اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 4 صفحة : 157
مع أن في الخبر :
« الإمام يحفظ أوهام من خلفه » [1] ويدخل في الأوهام الظن ؛ لإطلاقه عليه في الشرع.
وحفظ الإمام على
من خلفه الأوهام معناه : أنه يترك وهمه ويرجع إلى يقين الإمام. وإذا ثبت الحكم في
هذا الفرد ثبت في العكس ؛ لعدم تعقل الفرق ، مع عدم ظهور قائل به.
بل ولا الفرق بين رجوع الظان إلى المتيقن مطلقا ، والشاك إلى الظان كذلك ، لكن الحكم
في هذا مشكل إن لم يبلغ حدّ الإجماع.
وما قيل في توجيهه
من أن الظن في باب الشك بمنزلة اليقين [2] فضعيف ؛ لمنع المنزلة بالنسبة إلى غير الظان ، كيف لا وهو
أول الكلام ، وتسليمها بالنسبة إليه لا يجدي نفعا ، فعدم الرجوع أقوى إن لم يفد
ظنا ، وإلاّ فالرجوع متعين ، كما يتعين على الظان الرجوع إلى المتيقن إذا أفاده
ظنا أقوى مطلقا وإن قلنا بالمنع فيه أيضا مع عدم إفادة الرجوع الظن الأقوى ، لكنه
خروج عن محل البحث ، وهو رجوع كل منهما إلى الآخر مع حفظه مطلقا ولو لم يفده ظنا ،
كما يقتضيه إطلاق النصوص والفتاوي.
وعليه فلا يشترط
عدالة المأموم ولا تعدده ، فيرجع إليه الإمام ولو كان واحدا فاسقا ، ولا يتعدى إلى
غيره وإن كان عدلا ، نعم لو أفاده الظن رجع إليه لذلك لا لكونه مخبرا.
ولو اشتركا في
الشك واتّحد محلّه لزمهما حكمه ، كما أنهما لو اتّفاقا على الظن واختلف المحل
تعيّن الانفراد ، وإن اختلف رجعا إلى ما اتفقا عليه وتركا ما