اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 3 صفحة : 339
للنصوص المستفيضة
فيما عدا الأوليين [1] ، وأمّا هما فقد علّلا بأنّ لهما أثرا بيّنا في القلوب
وللوعظ معهما وقعا في النفوس.
ولا خلاف في شيء
من ذلك إلاّ من الخلاف في استحباب السلام فنفاه [2] ، لأصالة البراءة
عمّا لم يثبت التكليف به ولو ندبا في الشريعة.
وهو حسن لو لا المرفوعة الناصّة به [3] المنجبرة بالشهرة
، مضافا إلى جواز المسامحة في أدلة السنن والكراهة ، وعموم أدلة استحباب التسليم [4] ، الشامل لمفروض
المسألة ، ولذا عن الفاضل في النهاية والتذكرة استحباب التسليم مرتين [5] ، مرّة إذا دنا
من المنبر يسلّم على من عنده ، قال : لاستحباب التسليم على كلّ وارد ، واخرى إذا
صعده فانتهى إلى الدرجة التي تلي موضع القعود استقبل الناس فسلّم عليهم بأجمعهم ،
قال : ولا يسقط بالتسليم الأول ، لأنه مختص بالقريب من المنبر والثاني عام.
واعلم أنّ قوله
( ثمَّ يقوم فيخطب جاهرا
) أي رافعا صوته بها ليس
ممّا يتعلق به الاستحباب ، لوجوب القيام كما مرّ ، وكذا الإجهار ، للتأسي ،
وتحصيلا لفائدة الخطبة من الإبلاغ والإنذار.
( الرابع : الجماعة ، فلا تصح فرادى
) إجماعا فتوى ونصا ، ومنه الصحيح
: « فرضها الله تعالى في جماعة » [6].