اسم الکتاب : دراسات موجزة في الخيارات والشروط المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 53
الفصل
الرابع
خيار العيب
« العيب » من المفاهيم العرفية التي يقف
عليها العرف بصفاء ذهنه ولا يحتاج إلى تعريف ، قال سبحانه حاكياً عن مصاحب موسى : ( أَمَّا
السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَساكِين يَعْمَلُونَ فِى الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ
أَعِيبَها وَكَانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلّ سَفينَة غَصْباً )[١]
ولا نحتاج في تفسير الآية إلى تعريف العيب ، وإن أردت صياغة تعريف له ، فلك أن
تقول :
إنّ لكلّ شيء حسب الخلقة أو حسب موازين
الصنعة ، مقياساً طبيعياً أو صناعياً يشارك فيه أغلب الأفراد ، ويعدُّ فقدان ذلك
عيباً ، فالخروج عن المقياس الطبيعي أو الصناعي في الأُمور الطبيعية والصناعية على
وجه يوجب رغبة الناس عنه ، عيب ؛ فخرج ما يوجب كثرة الرغبة فيه كالحدة في البصر في
العبد ، والإتقان البالغ في المصنوع ، والعبد المختون بين المسلمين.
هذا ما لدينا.
مفهوم « العيب » عند
المشهور
عرّفه المشهور بقولهم : كلّما زاد عن
الخلقة الأصلية أو نقص عنها ؛ عيناً كان