ثمّ إنّ بعض الأدهان ـ كما قيل ـ تستطعم
في الحلق بواسطة المسام الجلدية ، فهل تكون مضرّةً بالصوم ؟
الجواب : أنّنا إذا فرضنا التعبد بما
ورد في الشرع واتّباعه من دون أن يكون لنا دخل في الزيادة أو النقيصة في التشريع
فنقول : لم يرد نصّ على أن كل ما طعم في الحلق ولو بواسطة المسام الجلدية فهو
مفطّر ، نعم ، ورد مفطّرية الأكل والشرب ممّا وصل طعمه الى الحلق بواسطة وصول
الطعام الى الحلق مباشرةً [2].
وأمّا غير ذلك فلا يمكن الحكم بمفطريته
للفرق الواسع بين الأكل والشرب وبين ما وصل طعمه الى الحلق بواسطة المسام الجلدية ،
إلاّ إذا قلنا : إنّ ملاك إفطار الأكل والشرب هو التغذي وصول طعم الشيء الى الحلق
ولو عن طريق المسام الجلدية يكون مغذّياً ، فيكون مفطراً ، إلاّ أنّ هذا بعيد غاية
البعد وفي إثباته خرط القتاد.
3 ـ التطعيم بواسطة
الأوعية الدموية أو العضل مما يصل طعمه الى الحلق :
وقبل أن نتكلم في هذه الصورة هناك تساؤل
حول ما يصل الى الجسم بواسطة الأوعية الدموية أو العضل ولم يصل طعمه الى الحلق ، فإنّ
هذه الصورة لا يصدق عليها عنوان المفطِّر لعدم صدق الأكل والشرب ، ولم يدلّ دليل
على مفطريتها عند الإمامية. نعم ، تقدم عند مشهور أهل السُنَّة أنَّ هذا يشبه
الأكل ، فيكون مفطّراً عندهم ، ولكن تقدم مناقشة ذلك وانه لم يرد فيه قرآن ولا سنة
ولا قياس.
[1] المصدر السابق :
ج 7 ، ب 27 ممّا يمسك عنه الصائم ، ح 1.
[2] وعلى ما ذكرنا
يكون وصول الطعام والشراب الى الجوف ( المعدة ) مضرّاً بصحة الصوم وإن لم يكن عن
طريق الحلق ؛ لعدم صدق الاجتناب عن الطعام والشراب التي ذكرته صحيحة محمد بن مسلم
المتقدمة.
اسم الکتاب : بحوث في الفقه المعاصر المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 2 صفحة : 440