م ـ ٣١١ : مداراة الناس ، كل الناس ، من
المستحبات الشرعية التي حث عليها ديننا القويم ، فقد قال رسول الله (ص) «أمرني ربي
بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض » ، وقال (ص) أيضاً « ثلاث من لم يكن فيه
لم يتم له عمل : درع يحجزه عن معاصي الله ، وخلق يداري به الناس ، وحلم يرد به جهل
الجاهل » [٩٣].
وليست مدارة الناس
مقصورة على المسلمين وحدهم دون سواهم فقد ورد عن الإمام علي (ع) أنه صاحب رجلاً
من غيرالمسلمين جمعهما طريق مشترك نحو الكوفة ، وحين وصل الرجل غير المسلم الى
نقطة يفترق طريقه بها عن طريق أمير المؤمنين (ع) مشى معه أميرالمؤمنين هنيئة
ليشيعه قبل افتراقه عنه ، فسأله الرجل عن ذلك ، فأجابه (ع) «هذا من تمام الصحبة
، أن يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه وكذ لك أمرنا نبينا» ، [٩٤] فأسلم الرجل
لذلك.