ولا تأكل في مائدة يشرب عليها بعدك خمر
، ولا تجالس شارب الخمر [٣]
، ولا تسلم عليه إذا جزت به فإن سلم عليك فلا ترد عليه السلام بالمساء والصبح ، ولا
تجتمع معه في مجلس ، فإنّ اللعنة إذا نزلت عمت من في المجلس [٤].
واعلم أن الغناء مما قد وعد الله عليه
النار في قوله : (وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا
أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)٥ ، ٦.
وقد نروي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه
سأله بعض أصحابه فقال : جعلت فداك ، إن لي جيراناً ولهم جوارٍ قينات [٧]
يتغنين يضربن بالعود ، فربما دخلت الخلاء فاُطيل الجلوس استماعاً مني لهم. قال : فقال له أبو عبدالله عليه السلام : « لا
تفعل » فقال الرجال : والله ما هو شيء أتيته برجلي ، إنما هو شيء أسمع بأذني. فقال ابو
عبدالله عليه السلام : « بالله أنت ما سمعت قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)[٨].
وأروي في تفسير هذه الآية : انه يسأل
السمع عما سمع ، البصر عما نظر ، و القلب عما عقد عليه ».