فقال : أيّ البلاد
أبعد عن التشيّع ؟ فقالوا له : إصفهان ـ إصفهان ذاك الوقت ـ ، فحلف أنْ
يخفيه ولا يحدّث به إلاّ في إصفهان ثقةً منه بصحة ما أخرجه فيه ، فتحوّل
إلى إصفهان وحدّث به فيها [١].
ذكره أبو نعيم الاصبهاني في أخبار
اصبهان.
في هذه الرواية : « والله ما بايع علي
حتّى رأىٰ الدخان قد دخل بيته » ، وأولئك كانوا يتجنبون التصريح بهذه
الكلمة ، صرّحوا « بالحطب » صرّحوا « بالنار » صرّحوا « بالقبس » صرّحوا «
بالفتيلة » صرّحوا بكذا وكذا ، إلا أنّهم يتجنّبون التصريح بكلمة إنّه وضع
النار على الحطب ، وتريدون أنْ يصرّحوا بهذه الكلمة ؟ أما كانوا عقلاء ؟
أما كانوا يريدون أن يبقوا أحياء ؟ إنّ ظروفهم ما كانت تسمح لهم لأنْ يرووا
أكثر من هذا ، ومن جهةٍ أُخرى ، كانوا يعلمون بأنّ القرّاء لكتبهم والذين
تبلغهم رواياتهم سوف يفهمون من هذا الذي يقولون أكثر ممّا يقولون ،
ويستشمّون من هذا الذي يذكرون الأمور الأُخرىٰ التي لا يذكرون ، أتريدون
أنْ يقولوا بأنّ ذلك وقع بالفعل ويصرّحوا به تمام التصريح ، حتّى إذا لم
تجدوا التصريح الصريح والتنصيص الكامل تشكّون أو تشكّكون ، هذا والله لعجيب
!