النقطة
الرابعة : إنّ أبا بكر أيضاً ليس من رواة هذا
الحديث ، لا أنّه منفرد به ، بل إنّ هذا الحديث موضوع ، وضعه بعض الناس
دفاعاً عن أبي بكر ، وأبو بكر في تلك القضيّة لم يكن عنده جواب ، حتّى بهذا
الحديث لم يستدل ، وهذا ما يقوله الحافظ عبدالرحمن بن يوسف ابن خراش ،
إنّه يقول : هذا الحديث باطل ، وضعه مالك بن أوس بن الحدثان ».
وهو الراوي للقصّة ، فلقد ذكر الحافظ
ابن عدي بترجمة الحافظ ابن خراش المتوفىٰ سنة ٢٨٣ ه الذي ألّف جزئين في
مثالب الشيخين قال : سمعت عبدان يقول : قلت لابن خراش : حديث ما تركنا صدقة
؟ قال : باطل ، أتّهم مالك بن أوس بالكذب [٣].
فكيف يريدون رفع اليد عن محكمات القرآن
الحكيم بخبر موضوع يحكم ببطلانه هذا الحافظ الكبير ، الذي لأجل هذا الحكم
بالنسبة إلى هذا الحديث ، ولأجل تأليفه جزئين في مثالب الشيخين ، رموه
بالرفض ، ومع ذلك كلّ كتبهم مملوءة بأقواله وآرائه في الحديث والرجال.
لاحظوا كيف يتهجّم عليه الذهبي يقول :
هذا والله الشيخ المعثّر الذي ضلّ سعيه ، فإنّه كان حافظ زمانه ، وله الرحلة الواسعة