٩ ـ وأفتى محمد بن إسماعيل البخاري صاحب
الصحيح بأن لبن البهيمة ينشر الحرمة ، فلو شرب اثنان أو أكثر من لبن شاة واحدة
صاروا إخوة أو أخوات من الرضاعة.
قال السرخسي في المبسوط : ولو أن صبيّين
شربا من لبن شاة أو بقرة لم تثبت به حرمة الرضاع ، لأن الرضاع معتبر بالنسب ، وكما
لا يتحقق النسب بين آدمي وبين البهائم فكذلك لا تثبت حرمة الرضاع بشرب لبن
البهائم. وكان محمد بن إسماعيل البخاري صاحب التاريخ رضياللهعنه
يقول : تثبت الحرمة. وهذه المسألة كانت سبب إخراجه من بخارا ، فإنه قدم بخارا في
زمن أبي حفص الكبير رحمهالله
، وجعل يفتي فنهاه أبو حفص رحمهالله
، وقال : لست بأهل له. فلم ينته ، حتى سُئل عن هذه المسألة فأفتى بالحرمة ، فاجتمع
الناس وأخرجوه [٢].
أحاديث عجيبة عند أهل السنة :
الأحاديث الصحيحة التي تثير الدهشة عند
أهل السُّنّة كثيرة جداُ ، واستقصاؤها يستدعي الإطالة ، ونحن نكتفي بذكر خمسة
أحاديث صحيحة عجيبة :
١ ـ إرضاع الكبير[٣] : أخرج مسلم
في صحيحه ـ واللفظ له ـ ، وأبو داود
[١] قاعدة جليلة في
التوسل والوسيلة ، ص ٧٣. اقتضاء الصراط المستقيم ، ص ٤٣٠.
[٣] حاصل هذه
الواقعة أن أبا حذيفة كان قد تبنى سالم المعروف بسالم مولى أبي حذيفة ، فلما نزل
قوله تعالى (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله)
جاءت سهلة بنت سهيل زوجة أبي حذيفة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقالت : يارسول الله ، كنا نرى سالماً ولداً ، وكان يدخل علي وأنا فضل ( أي مكشوفة
غير متحجبة ). وإني أرى في وجه حذيفة من دخول سالم. فقال لها : أرضعيه خمس رضعات.
اسم الکتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة المؤلف : آل محسن، الشيخ علي الجزء : 1 صفحة : 204