عبدي ورسولي محمد ،
هاقد آل إليك ميراث النبيين جميعاً ، هاقد آلت إليك أنوار الأنبياء جميعاً ،
ووصاياي لهم جميعاً أصبحت وصاياي لك ولأمتك.
ماهو جوهر الوصايا؟
[ سبب التفرّق هو البغي ]
(أَنْ
أَقِيمُؤا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)[١] ، لأنّ التفرّق لو وقع سيكون ناشئاً
بسبب البغي ، فربنا يقول : (وَمَا
تَفَرَّقُوا إلاّ مِنْ بَعْدِ مَاجَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيَاً بَيْنَهُمْ)[٢] ، فالتفرّق إذا وقع لا يكون إلاّ بسبب
البغي الذي يمثّل رفض الاختيار الإلهي.
ومعنى البغي بينهم : أنّ واحداً منهم لا
يروقه اختيار الله للثاني ، وهذا هو معنى قول جاهلية قريش : (وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا القُرآنُ
عَلَى رَجُل مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٌ)[٣] ، فالحق يقول : (وَمَا تَفَرّقُوا إلاّ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَهُمُ العِلْمُ) ، بمعنى أنّه غير مقبول في دين الله أن
يتفرّق المسلمون في أركان الإيمان ـ والإمامة على رأسها ـ ولا أن يعتذّروا في
تفرّقهم بمقولة : إنّ مَن اجتهد فأخطأ فله أجر ومَن تأوّل فأصاب فله أجران ، لأنّ
هذه المقولة يدحضها الوحي