هذه هي رتبة حديث الثقلين الشريف بلفظ :
« كتاب الله وعترتي ... » عند علماء العامّة ، وبهذا تُعلم قيمة إعراض البخاري في
صحيحه عن رواية هذا الحديث ، وقيمة الشبهات التي أثارها ويثيرها بعض الجهلة من هنا
وهناك بشأن صحة هذا الحديث تارة أو دلالته تارة اُخرى [٢].
ثالثاًً
ـ علم الصحابة
بالمعنيين بحديث الثقلين :
إنّ العودة السريعة إلى أزمان صدور
الحديث [٣]
تؤكد لنا أهمية حديث الثقلين ( القرآن والعترة ) ، وقيمة إرجاع الأمة فيه إلى
العترة لأخذ الدين الحقّ عنهم ، وتزداد أهميته كثيراًً بالوقوف على أسباب ألتاكيد
عليه في مناسبات مختلفة ونُوَب متفرِّقة ؛ منها في يوم الغدير ، وآخرها في
[١] شرح الزرقاني
على المنظومة البيقونية لأبي الفتوح البيقوني : ٥٧ ـ ٥٩ ، القسم الأول ( الحديث
الصحيح ) ، وفيض الساري ١ : ٥٧.
[٢] راجع : حديث
الثقلين / السيد على الحسيني الميلاني. ( كتبه ردّاً على بعض من تخرّص باطلاً بشأن
حديث الثقلين الشريف ).
[٣] الثابت هو أن
حديث الثقلين الشريف قد أكّده رسول الله صلىاللهعليهوآله
على أُمّته في أكثر من مكان وزمان ؛ فمرّة في حجة الوداع كما في حديث جابر ،
واُخرى عند منصرفه من الطائف كما في حديث عبدالرحمن بن عوف ، وثالثة في الجحفة قرب
غدير خم كما في حديث زيد بن أرقم وغيره ، ورابعة في مرض موته صلىاللهعليهوآله كما في حديث اُم سلمة وقد امتلأت
الحجرة من أصحابه ، وخامسة في المسجد النبوي الشريف قبل وفاته صلىاللهعليهوآله بيومين أو ثلاثة ، وغيرها كما يتضح من
مراجعة مصادر الحديث السابقة.
اسم الکتاب : غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام المؤلف : العميدي، السيد ثامر هاشم الجزء : 1 صفحة : 47