اسم الکتاب : غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام المؤلف : العميدي، السيد ثامر هاشم الجزء : 1 صفحة : 23
في حديث آخر : « ...
إن جبريل عليهالسلام أتاني
فأقرأني من ربي السّلام ، وقال يا محمد ... ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه ،
إذا أهبطه الله إلى الأرض ، من ذرية علي وفاطمة ، من وُلد الحسين عليهالسلام » [١].
هذا ، وأما ما قد يقال من في بعض
الأحاديث ما يثبت كون المهدي حسنياً لا حسينياً ، فالجواب باختصار أنه لا يوجد
حديث صحيح البتة يثبت هذا المعنى من طرق العامة ، وإنما وُجِد ذلك في حديثين فقط ،
أرسل الطبري أحدهما [٢]
ولا حجة في المرسل ، والآخر رواه أبو داود في سننه ، قال : « حُدِّثْتُ عن هارون
بن المغيرة ، قال : حدّثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق ، قال
: قال على رضي الله عنه ـ ونظر إلى ابنه الحسن ـ : ( إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه
النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وسيخرج من صلبه رجلٌ يُسمّى باسم نبيّكم ،
يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق ) ثمّ ذكر قصّه : يملأ الأرض عدلاً » [٣] ، انتهى.
وسند الحديث مجهول ومنقطع ؛ لأنّه قال :
« حُدِّثْتُ » ولم يذكر اسم مَن حدّثه ، فهو مجهول إذن ، وهو منقطع أيضاًً ؛ لأنّ
أبا إسحاق ـ والمراد به : السبيعي ـ لم تثبت له رواية واحدة سماعاً عن أمير
المؤمنين على عليهالسلام
كما صرّح بهذا المنذري في شرح حديث أبي داود [٤]
، وقد كان عمره يوم