اسم الکتاب : غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام المؤلف : العميدي، السيد ثامر هاشم الجزء : 1 صفحة : 227
لكي تؤتي ثمارها في
القضاء على الظلم والفساد وإفشاء العدل والمساواة بين الناس.
وهذا القدر لابدّ منه لكي لا يُفهم بأن
الإمام الصادق عليهالسلام
كان يقف ـ وحاشاه من ذلك ـ أمام الرغبة الصادقة في نيل شرف الشهادة بكل غال ونفيس
من أجل إعلاء كلمة الله في أرضه ، ومقارعة الباطل بكل قوة وصلابة.
وقد كان أبو جعفر المنصور يعلم هذا
جيداً ، ولهذا كان يصف الإمام الصادق عليهالسلام
بأنه الشجى المعترض في حلقه [١].
نعم كان يعلم بأن الإمام الصادق عليهالسلام سوف ينهى محمد النفس الزكية من ادعاء
المهدوية ، ولكنه لا يمنعه من إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا ما
استطاع إليه سبيلاً.
ولا شكّ أنه يتذكّر كلام الإمام الصادق عليهالسلام يوم كتب المنصور نفسه إليه عليهالسلام قائلاً : « لم لا تغشانا كما يغشانا
سائر الناس؟ فأجابه عليهالسلام
: ليس لنا ـ من أمر الدنيا ـ ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك
له ، ولا أنت في نعمة فنهنيك بها ، ولا نراها نقمة فنعزّيك بها ، فما نصنع عندك؟
قال فكتب له : تصحبنا لتنصحنا ، فأجابه عليهالسلام
: من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك » [٢].