إذْ يَسْتحيلُ تصوُّرُ عالمٍ قادرٍ غَيْرَ
حَيّ ، ولا موجودٍ.
على أنّا أثْبَتْنا ـ أوّلاًَ ـ وجُوبَ
وجودِهِ ، وإذا كانَ المُمكِنُ المحتاجُ مَوْجُوداً ؛ فَواجِبُ الوجُودِ ـ الذي لا
يحتاجُ إلى غَيْره ـ بالوجود أوْلى.
مسألة [ في الارادة
، والاختيار ] :
ويتفرّعُ من كونه حيّاً ، وعالماً أنّهُ
لا بُدَّ أنْ يَعْلَمَ الأشياء كما هِيَ ، إذْ لا اختصاصَ لِكَوْنِهِ عالماً
بمعلومٍ دونَ مَعلومٍ.
فيَعْلمُ ما يُفْضي إلى صَلاحِ الخَلْقِ
، وما يُؤدّي إلى فسادِهِم ؛ فيخْتارُ ما يُفْضي إلى صَلاحِهِم ، ويُعَبَّرُ عنهُ
بِالحَسَنِ ؛ ولا يَخْتارُ ما يُؤدّي إلى فَسادِهِم ، وهو القَبِيْحُ.