وقال الزبير : ولدت لعمر ابنه زيداً
ورقيّة. وماتت أٌم كلثوم وولدها في يوم واحد ، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عدي ،
فخرج ليصلح بينهم ، فشجّه رجل وهولا يعرفه في الظلمة ، فعاش أيّاماً وكانت أمّه
مريضةَ فماتا في يوم واحد.
وذكر أبو بشر الدولابي في الذّريّة
الطاهرة من طريق ابن إسحاق ، عن الحسن بن الحسن بن عليّ ، قال : لمّا تأيّمت أٌمّ
كلثوم بنت عليّ عن عمر ، فدخل عليها أخواها الحسن والحسين فقالا لها : إن أردت أن
تصيبي بنفسك مالأ عظيماً لتصيبين. فدخل عليّ فحمدالله وأثنى عليه وقال : أي بنيّة
، إنّ الله قد جعل أمرك بيدك ، فإن أحببت أن تجعليه بيدي. فقالت : يا أبت إنّي
امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء ، وأحب أن أصيب من الدنيا. فقال : هذا من عمل هذين
، ثم قال يقول : والله لا أكلّم واحداً منهما أو تفعلين ، فأخذا شأنها وسألاها
ففعلت ، فتزوّجها عون بن جعفر بن أبي طالب.
وذكر الدار قطني في كتاب الإخوة : إنّ
عوناً مات عنها فتزوّجها أخوه محمد ، ثم مات عنها فتزوجها أخوه عبدالله بن جعفر
فماتت عنده.
وذكر ابن سعد نحوه وقال في آخره : فكانت
تقول : إنّي لأستحيي من أسماء بنت عميس ، مات ولداها عندي فأتخوّف على الثالث. قال
: فهلكت عنده. ولم تلد لأحدِ منهم.
وذكر ابن سعد ، عن أنس بن عياض ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه : أنّ عمر خطب أمّ كلثوم إلى عليّ فقال : إنّما حبست بناتي
على بني جعفر ، فقال : زوّجنيها ، فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من كرامتها ما
أرصد. قال : قد فعلت. فجاء عمر إلى المهاجرين فقال : رفّؤوني فرفّئوه. فقالوا :
بمن تزّوجت؟ قال : بنت عليّ ، إنّ النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : كلّ
نسب وسبب سيقطع يوم القيامة إلاّ نسبي وسببي ، وكنت صاهرت فأحببت هذا أيضاً.