اسم الکتاب : رسالة في حديث عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 53
أمر الله بطاعته عل
سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ » [١].
وفي هذا المقام أيضاً نبّه الغزّالي على
ذلك ، حيث قال بعد الحكم ببطلان الأقوال ـ في عبارته التي نقلناها آنفاً ـ ما نصّه
:
« فإنه من يجوز عليه الغلط والسهو ولم
تثبت عصمته عنه فلا حجة في قوله ، فكيف يحتجّ بقولهم مع جواز الخطأ؟!
وكيف ندّعي عصمتهم من غير حجة متواترة؟!
وكيف يتصوّر عصمة قوم مجوز عليهم
الاختلاف؟!
وكيف يختلف المعصومان؟!
كيف وقد اتفقت الصحابة على جوازمخالفة
الصحابة ، فلم ينكر أبو بكر وعمر على من خالفهما بالاجتهاد ، بل أوجبوا في مسائل
الاجتهاد على كل مجتهد أن يتبع اجتهاد نفسه؟!
فانتفاء الدليل على العصمة ، ووقوع
الاختلاف بينهم ، وتصريحهم بجواز مخالفتهم فيه ، ثلاثة أدلة قاطعة » [٢].
أقول :
نعم ، هي ـ وغيرها مّما ذكرناه ومما لم
نذكره ـ أدلة قاطعة على أن ليس « الخلفاء » في هذا الحديث مطلق الصحابة ، ولا مطلق
الخلفاء ، ولا خصوص الأربعة مطلقاً ...