فإذا كان أمير المؤمنين عليهالسلام هو المراد ب (بِالْمُؤْمِنِينَ) في الآية ،
دلّ على أنّه بمنزلة جميع المؤمنين في الإيمان والتأييد للنبيّ ؛ للتعبير عنه
بصيغة الجمع العامّة ، فيكون أفضلهم وإمامهم ، خصوصا مع كتابة اسمه الشريف وتأييده
على العرش ..
فقول الفضل : « لا شكّ أنّ عليّا من
أفاضل المؤمنين ... » إلى آخره ، ظلم لأمير المؤمنين بجعله من الأفاضل ، والآية
والرواية تدلّان على الأفضلية.
كما إنّ قوله : « ولمّا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مؤيّدا بالمؤمنين ... » إلى آخره ،
خلاف مقصود الآية والرواية ، من كونه بمنزلة جميع المؤمنين في التأييد ؛ لأنّه
العمدة والمتّبع ؛ ولذا قرنه الله سبحانه بنصره ، وزيّن به عرشه.
ولا ينافي إرادة أمير المؤمنين من (بِالْمُؤْمِنِينَ) في الآية ،
قوله تعالى بعدها : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِهِمْ ... )[٢] الآية ؛
وذلك لأنّ الاستخدام [٣]
[٣] الاستخدام : هو
أن يذكر لفظ له معنيان ، فيراد به أحدهما ، ثمّ يراد بالضمير الراجع إلى ذلك اللفظ
معناه الآخر ؛ أو يراد بأحد ضميريه أحد معنييه ، ثمّ بالآخر معناه الآخر ..
فالأوّل كقوله :
إذا نزل السماء
بأرض قوم
رعيناه وإن كانوا
غضابا
أراد بالسماء : الغيث ،
وبالضمير الراجع إليه من « رعيناه » : النبت.