ومن المعلوم أنّ تقييد « المشكاة »
بكونها في بيوت الأنبياء ، لا دخل له بظاهر الآية من إرادة تعظيم المشكاة بزيادة
النور الظاهري ، فينبغي أن يراد بالمشكاة : فاطمة ، كما في رواية ابن المغازلي ؛
ليكون التقييد بكونها في بيوت الأنبياء مفيدا ، لزيادة تعظيمها ونورها المعنوي.
فيكون حاصل المعنى : أنّ مثل نوره تعالى
كفاطمة العالمة ، المنيرة بمصباح نور الحسن والحسين ، المتضاعف نورها بأنوار
الأئمّة من ولدها.
وهذا أدلّ دليل على إمامة عليّ وولده
الأطهار ؛ فإنّه ذكر أنّ من فاطمة عليهاالسلام
الأئمّة ، إماما بعد إمام.
ولا ريب ـ على القول بإمامتهم ـ أنّ
إمامتهم فرع إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام
، فتثبت إمامته ، كما هو المطلوب.
مضافا إلى أنّ الله سبحانه أظهر لفاطمة
وولدها ـ بضرب المثل بهم لنوره ـ فضلا لا يوازى ، وفخرا لا يماثل.
ولا شكّ أنّ فضلهم من فضل عليّ عليهالسلام ودونه ، فيكون أفضل الأمّة ، والأفضل
هو الإمام.
هذا
، وقد روي عندنا ، عن إمامنا أبي جعفر الباقر عليهالسلام
ما هو أظهر في المطلوب ، وأقرب إلى معنى الآية ..
قال عليهالسلام
ما حاصله : إنّ (كَمِشْكاةٍ) : صدر
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ..
و (الْمِصْباحُ) : نور علمه
..
و (الزُّجاجَةُ) : صدر أمير
المؤمنين عليهالسلام ..
[١] انظر : الكشّاف
٣ / ٦٨ ، زاد المسير ٥ / ٣٨٥ ، تفسير الفخر الرازي ٢٤ / ٣.