فغاية الأمر أن
يستوي عليّ والعبّاس بميراث الإمامة ، بلحاظ إطلاق الآية ، إلّا أنّه لا بدّ من
تقديم عليّ عليهالسلام ؛ لأفضليّته
، وتسليم العبّاس لإمامته ، ولذا طلب مبايعته عند وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم[١].
وممّا بيّنّا يعلم ما في قول الرازي
والمنصور الدوانيقي في جواب محمّد بن عبد الله [٢]
..
قال الرازي بتفسيره : « المسألة الثانية
: تمسّك محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب في كتابه إلى
أبي جعفر المنصور بهذه الآية ، في أنّ الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو عليّ بن أبي طالب.
فقال : قوله تعالى : ( وَأُولُوا
الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ )[٣] يدلّ على
ثبوت الأولوية [٤].
وليس في الآية شيء معيّن في ثبوت هذه
الأولوية ، فوجب حمله على الكلّ ، إلّا ما خصّه الدليل ، وحينئذ يندرج فيه
الإمامة.
ولا يجوز أن يقال : إنّ أبا بكر كان من
أولي الأرحام ؛ لما نقل أنّه عليه الصلاة والسلام أعطاه سورة براءة ليبلّغها إلى
القوم ، ثمّ بعث عليّا خلفه ، وأمر بأن يكون المبلّغ هو عليّ ، وقال : « لا يؤدّيها إلّا رجل
منّي ».
[١] الإمامة
والسياسة ١ / ٢١ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ١٦٠ وج ٩ / ١٩٦ ،
الأحكام السلطانية ـ للماوردي ـ : ٧ ، المواقف : ٤٠١ ، شرح تجريد الاعتقاد ـ للقوشجي
ـ : ٤٧٦.
[٢] هو : محمّد بن
عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
، ذو النفس الزكية ، المستشهد سنة ١٤٥ ه.
انظر ترجمته في : مقاتل
الطالبيّين : ٢٠٦ رقم ٢٧ ، دول الإسلام : ٨٧ ، شذرات الذهب ١ / ٢١٣ حوادث سنة ١٤٤.