إذا كان أمير المؤمنين عليهالسلام سابق هذه الأمّة ، كان خيرهم وأفضلهم ؛
لأنّ السبق إلى الإسلام أمارة الأعرفية والأفضلية كما يشهد له قوله تعالى : ( أُولئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ )
؛ لإفادته الحصر وأنّه المقرّب دون غيره من الصحابة ، لجعل قرب غيره كلا قرب
بالنسبة إليه ، فيكون بينه وبينهم في المعرفة والفضل والتقوى بون [١] شاسع.
ولا ريب أنّ من كان كذلك فهو الإمام ،
لا سيّما وهو أفضل السابقين الثلاثة ، كما يدلّ عليه ما ذكره السيوطي في تفسير
الآية ..
قال : أخرج ابن مردويه ، عن ابن عبّاس ،
في قوله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) ، قال : « نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون
، وحبيب النّجار ـ الذي ذكر في (يس)[٢] ـ ، وعليّ بن أبي طالب ، وكلّ رجل منهم
سابق أمّته ، وعليّ أفضلهم سبقا » [٣].
وفي رواية أخرى عبّر عنهم بالصدّيقين ،
وذكر عليّا وقال : « وهو أفضلهم » ، نقلها السيوطي في تفسير سورة ( يس ) ، عن أبي
داود وأبي نعيم والديلمي وابن عساكر [٤]
، كما ستسمعها في الآية الثالثة والعشرين إن
[١] البون والبون :
مسافة ما بين الشيئين ؛ انظر : لسان العرب ١ / ٥٤٣ مادّة « بون ».