حكى المصنّف رحمهالله في « منهاج الكرامة » ما ذكره هنا في
شأن نزول الآيتين ، عن أبي نعيم ، عن ابن عبّاس [١].
ونقل السيوطي في « الدرّ المنثور » عن
ابن مردويه ، أنّه أخرج عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : ( وَكُونُوا
مَعَ الصَّادِقِينَ )
، قال : مع عليّ بن أبي طالب [٢].
ونقل مثله عن ابن عساكر ، بسنده إلى أبي
جعفر الباقر عليهالسلام[٣].
والمراد بالكون معه ؛ ليس هو الحضور
الخارجي بالضرورة ؛ بل المراد اتّباعه في كلّ ما يراد به الاتّباع والعمل شرعا ؛
لاقتضاء الإطلاق له ، لا سيّما مع عطفه على الأمر بالتقوى ، قال تعالى : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ).
فتدلّ الآية على عصمة أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ لوصفها له بالصدق ـ أي في الأعمال
والأقوال ـ كما يقتضيه الإطلاق ، ولقبح الأمر باتّباع من لا تؤمن عليه مخالفة
أحكام الله عمدا أو خطأ ، وللزوم اجتماع الضدّين : وجوب الاتّباع [٤] وحرمته لو فعل المعصية [٥].
[١] منهاج الكرامة :
١٤٢ ، وانظر : ما نزل من القرآن في عليّ : ١٠٢.