ويؤيّد هذه الأخبار ما سيأتي في أوّل
الأخبار من السنّة ، من أنّ نور محمّد وعليّ خلق قبل خلق آدم ، ثمّ أودع في صلبه [١].
وعلى
ذلك : فحاصل معنى الآية الكريمة ، أنّه
سبحانه خلق بشرا من الماء ، أي ما صار ماء ، وكان نورا مودعا في صلب آدم ، فجعل
البشر نسبا ، وهو : محمّد ؛ لأنّه نسب لفاطمة والحسنين ، وجعله صهرا ، وهو : عليّ.
وحينئذ ، فدلالة الآية الشريفة على
إمامة أمير المؤمنين ظاهرة ؛ لأنّ اتّحاد نورهما الذي سبق آدم دليل على امتياز
عليّ بالفضل حتّى على الأنبياء ، ومن كان كذلك يتعيّن للإمامة ، لا سيّما وفي بعض
أخبار النور الآتية أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال : « فأخرجني
نبيّا ، وأخرج عليّا وصيّا » [٢].
وفي بعضها : « ففيّ النبوّة ، وفي
عليّ الإمامة » [٣].
ولو سلّم أنّ المراد بالماء في الآية
غير النور ، فلا ريب أنّ جعل الآية الشريفة محمّدا وعليّا خاصّة بشرا واحدا ، بأيّ
جهة من جهات الوحدة ، منقسما في الخارج إلى نسب وصهر ، دليل على فضل عليّ ، وأنّه
نفس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ونظيره ،
فيكون أفضل الخلق وأحقّهم بالإمامة [٤].
[١] انظر : فضائل
الصحابة ٢ / ٨٢٣ ـ ٨٢٤ ح ١١٣٠ ؛ وسيأتي تخريج ذلك مفصّلا في أوّل الجزء السادس ..
[٢] مناقب الإمام
عليّ عليهالسلام ـ لابن
المغازلي ـ : ١٢١ ـ ١٢٢ ذ ح ١٣٢.
وراجع الجزء الخامس من «
نفحات الأزهار » فقد فصّل السيّد عليّ الحسيني الميلاني البحث هناك حول حديث النور
، ألفاظه وسنده ودلالته ، والردّ على الشبهات المثارة حوله.