الموت بالطبع مكروه للإنسان ، وكان موسى
رجلا حادّا كما جاء في الأخبار والآثار ، فلمّا صحّ الحديث وجب أن يحمل على كراهته
للموت ، وبعثته الحدّة على أن لطم ملك الموت ، كما أنّه ألقى الألواح وأخذ برأس
أخيه يجرّه إليه ، وهذا الاعتراض وارد على ضرب هارون وكسر ألواح التوراة التي
أعطاه الله إيّاها هدى ورحمة ، ويمكن أن يقال : كيف يجوز أن ينسب إلى موسى إلقاء
الألواح ، وطرح كتاب الله ، وكسر لوحه ، إهانة لكتاب الله؟! وكيف يجوز له أن يضرب
هارون وهو نبيّ مرسل؟!
وكلّ هذه عند أهل الحقّ محمول على ما
يعرض البشر من صفات البشرية ، وليس فيه قدح في ملكة عصمة الأنبياء.
وأمّا عند ابن المطهّر فهي محمولة على
ذنوب الأنبياء ..
ولو لم يكن القرآن متواترا ، ونقل لابن
المطهّر الحلّي أنّ موسى ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه ، لكان ينكر هذا
ويعترض بمثل هذه الاعتراضات ، فلو أنّه أنصف من نفسه يعلم ما نقوله في تعصّبه حقّ.
* * *
[١] إبطال نهج
الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٢ / ٢٤٣.