لم يبعد أن يكون مراد المصنّف بإجماع
المفسّرين على ذلك هو اجتماع الشيعة والسنّة على القول به ، أي أنّه من مقول
الطرفين معا وإن لم يجمع عليه السنّة.
أو يكون مراده إجماع من يعتدّ بقوله في
مثل ذلك ، فإنّ المخالف هو عكرمة ومقاتل [١]
وأشباههما ، ممّن لا يجوز حتّى للقوم الاعتداد بقوله في مقام النزول وشبهه ؛ لأنّ
قول المفسّر إنّما يؤخذ به في ذلك إذا كان رواية عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو من يعتبر قوله من الصحابة ؛ لأنّه
من باب الإخبار.
وعكرمة كذّاب خارجيّ كما سبق بعض ترجمته
في مقدّمة الكتاب [٢]
، فلا يعتدّ بخبره في ذلك ، فضلا عن رأيه ، ولا سيّما أنّه متعلّق بفضل آل محمّد.
وكذا مقاتل ، كان كذّابا ، حتّى قال
النسائي : الكذّابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أربعة ؛ وعدّه منهم [٣].
[١] هو : أبو الحسن
مقاتل بن سليمان بن بشير ، الأزدي بالولاء ، المروزي الخراساني ، وأصله من بلخ ،
انتقل إلى البصرة ، ودخل بغداد وحدّث بها ، وكان له باع في التفسير ، وله تفسيره
المعروف ، وبحوث أخرى في التفسير ، أخذ الحديث عن مجاهد بن جبر ، وعطاء بن أبي
رباح ، لم يوثّقه أغلب علماء الجرح والتعديل ، وكذّبه وكيع والنسائي ، توفّي سنة
١٥٠ ه بالبصرة.
انظر : تاريخ بغداد ١٣ / ١٦٠
رقم ٧١٤٣ ، وفيات الأعيان ٥ / ٢٥٥ رقم ٧٣٣ ، شذرات الذهب ١ / ٢٢٧.