بيّنّا في ما سبق امتناع وقوع السهو من
النبيّ في العبادة ، وبطلان التشريع بالأفعال الموجبة لنقصه كما في المقام [١] ، فإنّ سهوه عن الغسل حتّى يشارف على
الدخول في الصلاة أو يدخل فيها نقص ظاهر ، إذ هو خلاف المحافظة على العبادة والسبق
إلى الخير ، ومناف لما حثّ به على كثرة تلاوة القرآن التي تكره من الجنب ، بل
تحرّم إذا كان من العزائم [٢].
على أنّه معرّض لنزول الملائكة عليه ،
والملائكة لا تدخل بيتا فيه جنب كما استفاض في أخبارهم [٣] ، فكيف يؤخّر غسله هذا التأخير حتّى
ينسى؟!
وأيضا
: قد تضافرت الأخبار ـ كما سبق ـ بأنّه تنام عيناه ولا ينام قلبه [٤] ، فكيف ينام عن عبادة ربّه وهو يقظان؟!
ولا يمكن أن يسهيه الله طلبا للتشريع ؛
فإنّ نبيّه أشرف عنده من أن يجعله عرضة للنقص ومحلّا للانتقاد بأمر عنه مندوحة ،
وهي التشريع بالقول.