responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل الصدق لنهج الحق المؤلف : المظفر، الشيخ محمد حسن    الجزء : 0  صفحة : 35

أيكون لنا الأمر من بعدك؟

فقال له : الأمر إلى الله يضعه حيث شاء.

فقال له : أ نقاتل العرب دونك ـ وفي رواية : أنهدف نحورنا للعرب دونك ، أي : نجعل نحورنا هدفا لنبلهم ـ فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟! لا حاجة لنا بأمرك. وأبوا عليه » [١].

فإنّ هذا الخبر جدير بالملاحظة الدقيقة ..

لقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ حين عرض نفسه على تلك القبيلة ودعاهم إلى التوحيد ـ في أصعب الظروف وأشقّها ، إنّه كان يطلب من القوم ـ حسب هذه الأخبار ـ أن يؤمنوا به ويحموه من كيد المشركين وأذاهم .. « فيردّون عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقبح الردّ ، يقولون له : أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتّبعوك ».

إنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعنيه حتّى الرجل الواحد يؤمن به ويتّبعه ويمنعه من أن يلحقه الأذى من قريش وغيرها.

ومع كلّ هذا ، فلمّا طلبت منه تلك القبيلة أن يعدهم برئاسة إن أظفره الله على من خالفه! أجاب بكلّ صراحة وبلا أيّ تردّد : « الأمر إلى الله يضعه حيث شاء » أي : ليس أمر خلافته من بعده بيده ، كما لم يكن أمر نبوّته بيده ..

إنّ هذا الخبر لمن أقوى الأدلّة السمعية على إنّ نصب الإمام بيد الله سبحانه وتعالى ، وليس الأمر بيد الرسول فضلا عن أن يترك إلى الناس!!


[١] السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ ، السيرة الحلبية ٢ / ١٥٤.

اسم الکتاب : دلائل الصدق لنهج الحق المؤلف : المظفر، الشيخ محمد حسن    الجزء : 0  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست