وكم من مورد ناقض الفضل فيه نفسه ..
نكتفي من ذلك بذكر موردين :
* قال العلّامة طاب ثراه في مباحث
أفضلية أمير المؤمنين عليهالسلام
المستلزمة لإمامته : « المطلب الثاني : العلم. والناس كلّهم ـ بلا خلاف ـ عيال
عليه في المعارف الحقيقية والعلوم اليقينية والأحكام الشرعية والقضايا النقلية ...
وروى الترمذي في صحيحه : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أنا مدينة العلم وعليّ بابها [١] ... » [٢].
فقال الفضل في جوابه : « ما ذكره من علم
أمير المؤمنين ، فلا شكّ أنّه من علماء الأمّة ، والناس محتاجون إليه فيه ، وكيف
لا؟! وهو وصيّ النبيّ في إبلاغ العلم وودائع حقائق المعارف ، فلا نزاع لأحد فيه.
وأمّا ما ذكره من صحيح الترمذي ، فصحيح [٣] ... » [٤].
[١] اللفظ الموجود
فعلا في سنن الترمذي هو : « أنا دار الحكمة وعليّ بابها »
وجاء في ذيله : « وفي الباب
عن ابن عبّاس » .. ومن المعروف أنّ
حديث ابن عبّاس هو : « أنا
مدينة العلم وعليّ بابها »
كما في مصادر الحديث ، وقد
ذكر ابن حجر هذا الحديث نقلا عن الترمذي وغيره.
من صحيح الترمذي وصرّحوا
وأقرّوا بوجوده فيه وبصحّته ، لكنّ هذا الحديث غير موجود في نسخ صحيح الترمذي
المتداولة اليوم ، فهو من الأحاديث الصحيحة التي أسقطتها يد الخيانة والعداء لأهل
البيت عليهمالسلام من الصحاح
والمسانيد والسنن!
وقد تقدّم تخريج الحديث في
صفحة ٣٩ ه ٦ وصفحة ٤٠ ه ١ ؛ فراجع.