وما سمعه منه ابن ماجة يجعلنا نتردّد
كثيراً في الاحتجاج بقوله ، فكيف يقطع آلاف الأميال للحج ثمانياً وخمسين مرة
أكثرها راجلاً ؟ ليس من المستبعد اذن أنْ يجمع راوٍ شيعي كهذا بين روايتين في
مناقب أهل البيت تتفّقان في شيء وتختلفان في شيءٍ آخر ».
ترجمة علي بن المنذر الكوفي :
ونقول :
لقد تقدّم لفظ الترمذي حديث الثقلين في
كتابه الذي يعدّ من ( الصّحاح الستة ) عند القوم ، وكما ذكرنا من قبل فإنّ مجرد
إخراج الترمذي لهذا الحديث الشريف يكفي للاحتجاج به عليهم ، لا سيّما وأنّه أخرجه
من طريقين عن اثنين من كبار الصحابة بعد أن أخرجه عن جابر بسندٍ آخر ، ونصّ على
أنّ « في الباب عن : أبي ذر ، وأبي سعيد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد » ممّا
يدلُّ على شدّة اعتنائه به وسعيه وراء اثباته.
والحاصل : إنّه قد أخرج الحديث بثلاثة
طرق عن ثلاثة من الصحابة ، واكتفى بالنسبة إلى رواية غيرهم بالإشارة.
وقد أخرج الترمذي الرواية الثانية
بطريقيها عن شيخه : علي بن المنذر الكوفي ... ولننظر إلى ترجمته في تهذيب التهذيب
:
« ت س ق ( الترمذي والنسائي وابن ماجة ).
علي بن المنذر بن زيد الأودي ويقال : الأسدي.
أبو الحسن الكوفي الطريقي.