إنه إذا كان الغرض منْ البحث هو الوصول
إلى الحقيقة والكشف عن الواقع ، فلا بدّ فيه من الابتعاد عن العصبيّة والهوى ، ورعاية
الأدب ، وحفظ الأمانة لدى النقل ، ثم الإحتجاج على الخصم وإلزامه بما يراه حجة. لا
سيّما في زماننا ، فإنه عصر التحقيق عن طريق المنطق والاستدلال الصحيح ، فلا يصغى
في هذا العصر إلى التهريج كما لا يروج فيه التدليس والتحريف.
وسيرى القارئ الكريم إلتزامنا في هذا
الكتاب بقواعد البحث وآدابه ، وأصول الاستدلال وأُسسه المنطقيّة ، فلم نتمسّك إلاّ
بكتب أهل السنة ، ولم نستدل إلاّ بكلمات علماء تلك الطائفة ، من غير تصرّف في شيء
أو تحريف ، مع ذكر القائل واسم كتابه بتعيين رقم الصفحة والجزء إنْ كانت طبعته في
أكثر من جزء.
الثاني :
إنّ حديث الثقلين من الأحاديث المتفق
عليها بين المسلمين ، فالشيعة ترويه بأسانيدها وطرقها المعتبرة عن غير واحدٍ من
أئمة أهل البيت عليهمالسلام
وصحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وهو عندها حديث متواتر مقطوع