responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحث حول المهدي (عج) المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 80

الضرورية على أسس تجريبية واستقرائية؟!

والجواب : أنّ العلم نفسه قد أجاب عن هذا السؤال بالتنازل عن فكرة الضرورة في القانون الطبيعي ، وتوضيح ذلك : إنّ القانون الطبيعية يكتشفها العلم على اساس التجربة والملاحظة المنتظمة ، فحين يطّرد وقوع ظاهرة طبيعية عقيب ظاهرة أخرى يستدل بهذا الاطّراد على قانون طبيعي ، وهو أنه كلّما وجدت الظاهرة الاولى وجدت الظاهرة الثانية عقيبها ، غير أنّ العلم لا يفترض في هذا القانون الطبيعي علاقة ضرورية بين الظاهرتين نابعة من صميم هذه الظاهرة وذاتها ، وصميم تلك وذاتها ؛ لأنّ الضرورة حالة غيبية ، لا يمكن للتجربة ووسائل البحث الاستقرائي والعلمي إثباتها ، ولهذا فإنّ منطق العلم الحديث يؤكد أنّ القانون الطبيعي ـ كما يعرّفه العلم ـ لا يتحدث عن علاقة ضرورية ، بل عن اقتران مستمر بين ظاهرتين [١] ، فإذا جات المعجزة وفصلت إحدى الظاهرتين عن الاخرى في قانون طبيعي لم يكن ذلك فصماً لعلاقة ضرورية بين الظاهرتين.

والحقيقة أنّ المعجزة بمفهومها الديني ، قد أصبحت في ضوء المنطق العلمي الحديث مفهومة بدرجة أكبر مما كانت عليه في ظلّ وجهة النظر الكلاسيكية الى علاقات السببية.

فقد كانت وجهة النظر القديمية تفترض أنّ كلّ ظاهرتين اطرّد اقتران إحداهما بالأخرى فالعلاقة بينهما علاقة ضرورة ، والضرورة تعني أنّ من المستحيل ان تنفصل إحدى الظاهرتين عن الاخرى ، ولكن هذه العلاقة تحولت في منطق العلم الحديث إلى قانون الاقتران أو التتابع المطّرد [٢] بين الظاهرتين دون افتراض تلك الضرورة الغيبية.


[١] وقد بسط الشهيد الصدر القول في هذه المسألة في كتابه فلسفتنا فراجع ص ٢٩٥ و ٢٩٩.

[٢] راجع فلسفتنا : ص ٢٨٢ وما بعدها.

اسم الکتاب : بحث حول المهدي (عج) المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست